الجمعة، 15 مايو 2020

أم كوزكا السلاح الذي أعطى أفضلية للروس على الولايات المتحدة

التصنيفات

 قنبلة القيصر "أم كوزكا" كما يناديها الروس أو "إيفان" كل هذه تسميات للقنبلة الأقوى في العالم والتي يعرف المشروع الذي عمل على إنتاجها باسم "إي أن 602 ".
في منتصف يوم الثلاثين من أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وواحد وستين، دارت موجات زلزالية حول كوكب الأرض ثلاث مرات. وربع سكان الأرض شعروا بالهزة، إنه ليس تسونامي يضرب الكوكب، وليس زلزالا مدمرا...

 
 إنها تجربة سوفيتية لقنبلة جديدة تدعى قنبلة القيصر.
استمر العمل عليها لسنوات طويلة من قبل علماء روس لا يعرف تحديدا تاريخ البدء بالمشروع، لكن ما هو معلوم أن عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسين شهد انتهاء تصميم أكبر وأقوى قنبلة عرفها التاريخ وكانت جاهزة للتجربة.
وفي ذلك التوقيت بلغت قوة القنبلة مائة ميغا طن وهو رقم يعادل ستة أضعاف القنبلة التي ألقتها أمريكا على هيروشيما في اليابان، بمعنى أن هذه القوة قادرة على إخفاء مدينة نيويورك عن وجه الأرض وهو أمر سيثير الرعب في نفوس الأمريكيين عند تجربة القنبلة الوليدة عام ألف وتسعمائة وواحد وستين وهو نفس العام الذي شرع به الغرب ببناء جدار برلين كما أنه نفس العام الذي غزت به أمريكا كوبا حليفة الاتحاد السوفيتي وبعد أنباء التجربة سارعت الولايات المتحدة للجلوس مع الروس على طاولة المفاوضات. وفي تلك اللحظة خرجت مقولة أن أمريكا لا تفهم سوى لغة القوة.
ونشر رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك بيانا قال فيه : "فليعلم أولئك الذين يحلمون بشن عدوان جديد أننا نملك قنبلة مائة مليون طن من "نيترو تولوين Trinitrotoluène" وأننا على وشك اختبارها.
لكن في الواقع فالقنبلة التي تم اختبارها هي نصف قوة القنبلة الأصلية، ذلك أن السوفييت أرادوا تخفيف الآثار الناجمة عن التفجير.
والقنبلة التي تم اختبارها بلغت قوتها فقط واحدا وخمسين ميغا طن أي ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما، وللتنفيذ اختار الجيش السوفيتي أرخبيل "نوفايا زيمليا Novaya Zemlya" وتعني "الأرض الجديدة" وهي منطقة في الشمال الشرقي أقصى روسيا وتقع في المحيط المتجمد الشمالي، وما نتج عن الاختبار كان ثلاث موجات دارت كوكب الأرض وتسببت في هزة شعر بها ربع سكان الأرض. كما تحطمت منازل أقرب القرى على منطقة الاختبار وكانت النتائج فوق ما توقع السوفيت.
 وعن مواصفات القنبلة فوزنها يصل إلى سبعة وعشرين طنا وطولها يتجاوز الثمانية أمتار وقطرها يتجاوز المترين، وتعتمد مبدأ الاندماج النووي بعكس القنبلة النووية التقليدية التي تعرف بالانشطارية ولكونها تعتمد مبدأ اندماج الهايدروجين تعرف أيضا باسم القنبلة الهيدروجينية. وتقاس قوتها بالميغا طن، والميجا الواحد يساوي مليون طن من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
ولم تكن هذه التجربة هي الأولى لقنبلة هيدروجينية، فقد سبقت الولايات المتحدة بإجراء مثل هذا الاختبار لكن على قنبلة قوتها ربع القنبلة الروسية كما أنها لن تكون الأخيرة فبالرغم من اتفاق بين الغرب والسوفييت أقر منع اختبار القنابل الهايدروجينية إلا أن كوريا الشمالية في عام الفين وستة عشر قالت إنها أجرت تجربة على قنبلة مماثلة وأكد ذلك رصد كوريا الجنوبية والصين لموجات زلزالية أعقبت الاختبار الشمالي ما دفع الولايات المتحدة والغرب لفرض مزيد من العقوبات على حكومة كوريا الشمالية وتشديد الخناق عليها للتخلص من برنامجها المدمر نظرا للقلق الذي تحدثه هذه القنابل المزلزلة.

فالأمم المتحدة منذ سنوات تعمل على تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل والذي تعد قنبلة القيصر أقوى قدرة على تطبيق هذا المفهوم، مفهوم الدمار الشامل.