انتحل شخصية الطيار الطبيب والمحامي، نصب اعرق شركات الطيران في أمريكا، تحايل على أربعة رؤساء دول وحصد منهم الملايين طلب للمحاكمة لأكثر من 12 دولة.
فرانك أباغنيل ولد في مدينة نيويورك في العام 1948 من أب أمريكي وأم فرنسية تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة كاثوليكية. اعتبر فرانك والده مثله الأعلى في كل شيء وللمفارقة أن والده هو أول ضحية له بالنصب حيث استخدم بطاقة والده لشراء قطع سيارات على الورق فقط وقبض ثمنها.
بدأ العمل في عمر مبكرة بأعمال متنوعة بأجر زهيد ولكي يضاعف أجره عدل شهادة ميلاده بإضافة عشر سنوات على عمره الحقيقي لتبدأ رحلته في عالم التحايل والنصب.
فرانك الطيار :
في سن السادسة عشر بدأ بتزوير الشيكات وحصل من خلالها على الأموال من شركة طيران بان أمريكا "Pan American World Airways" ثم ما لبث أن أقنع الشركة العريقة ذاتها بأنه طيار وأنه تحت نظام "الديدهيدينغ Deadheading " أي أنه يسافر كراكب لإحضار طائرة من مطار آخر. وبالتالي كان يسافر مجانا وينام في أفخم الفنادق على حساب الشركة.سافر على مدى عامين مجانا إلى أكثر من 26 بلدا حول العالم.
لم يكتف فرانك بهذه الامتيازات بل وخلال تلك الرحلات تحايل بمليوني دولار على رؤساء أربع دول إفريقية وهي ليبيريا ومالاوي وزامبيا والغابون، بعد أن أقنعهم أنه مبعوث من البنك الدولي وأن لديه معلومات حول سرقاتهم وحساباتهم السرية في سويسرا.
فرانك الطبيب :
بعد أشهر في مهنته كطيار أثيرت الشكوك حول فرانك فقرر الانسحاب وبدأ بالبحث عن مهنة جديدة وبالفعل تقمص دور طبيب الأطفال هذه المرة حيث لبس الرداء الأبيض ووضع سماعة الأذن وغير اسمه ليصبح الدكتور فرانك ويليامز وعمل في مقره الجديد في مستشفى للأطفال في جورجيا بأمريكا بل وأصبح مشرفا على الأطباء المتدربين في المستشفى حيث لم يجد أي صعوبة في مهنته الجديدة. وعلى العكس أتقن دوره حتى بوصف الدواء.
بعد ما يقارب العام في عمله كطبيب قرر ترك المهنة بسبب حادثة طلب استشارته بها لطفل يختنق فترك القرار للأطباء المتدربين بحجة أنه امتحان لهم، خله فرانك ثوبه وبدأ برحلته نحو مهنة أخرى جديدة.
فرانك المحامي :
خلال عمله كطيار عرف نفسه لإحدى المضيفات على أنه محام أيضا، جاء الوقت ليرتدي الرداء الأسود وهذه المرة بشهادة من جامعة هارفارد رسميا، حيث استطاع فرانك أن يزور شهادة المحاماة من الجامعة العريقة. وللمفارقة أنه اجتاز امتحان الأهلية الخاص بنقابة المحامين بطريقة قانونية وبعد مراجعة كامل للأبحاث بل واستلم منصب المدعي العام لولاية لويزيانا "State of Louisiana" لعدة أشهر قبل أن يشك به أحد المحامين ويلاحق ماضيه، هنا تخلى عن منصبه وعن شهادته وهرب إلى فرنسا ليعمل موظفا بشركة الخطوط الجوية الفرنسية.
خلال أعماله السابقة لم يتوقف للحظة عن تزوير الشيكات. كان فرانك أحد أهم المطلوبين على قائمة البحث لأكثر من اثني عشر بلدا بسبب احتيالاته.
لم يكن لأحد أن يستطيع القبض عليه بسبب انتحاله لأي شخصيات كانت.
إعتقال فرانك :
بعد مطاردات لسنوات عجز خلالها الأمن من القبض عليه. ألقي القبض عليه في عام 1969 في فرنسا من خلال ملصق يحوي صورته. طلبته أكثر من اثني عشر دولة للمحاكمة بسبب جرائم التحايل والنصب. حكم عليه في فرنسا بالسجن لمدة عام، بعد أيام طالبته السويد وسجن فيها لمدة ستة أشهر ثم نقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بطائرة مليئة بالحرس ولكنه استخدم حمام الطائرة وتمكن من الهرب قبل هبوطها بأمتار قليلة بعد عدة أيام تم إلقاء القبض عليه من جديد قبل محاولته الهرب إلى البرازيل.
خلال فترة اعتقاله طلبت المخابرات مساعدته في الكشف عن خدع النصب والاحتيال. نجح بعمله الجديد هذه المرة وأكمل فترة عقوبته في مبنى الاستخبارات الأمريكية.
أسس فرانك فيما بعد "مؤسسة أباغنيل" للكشف عن التزوير. وفي عام 2012 استعان مجلس الشيوخ الأمريكي رسميا بخبرة فرانك وذلك لاختبار موثوقية بطاقات الضمان الاجتماعي لكبار السن تجنبا للنصب أو المخادعة فيها. أنتجت هوليوود في عام الفين واثنين فيلما من بطولة ليوناردو دي كابريو "Leonardo Wilhelm DiCaprio" يحكي قصة فرانكل بعنوان أمسكني إن استطاعت "Catch Me If You Can"
ما زال فرانك حتى وقتنا هذا يضع خبرته للكشف عن طرق النصب والاحتيال.
هل تعتقد أن ما يفعله الآن يمحو أخطاء الماضي ؟
شاركوني تعليقاتكم وآراءكم ولا تنسوا أن تشاركوا هذا الموضوع مع أصدقائكم