اعتبره المؤرخون أسوأ كوابيس روما وأعظم القادة العسكريين في العصور القديمة صوره الرومان على أنه وحش يهوى سفك الدماء، حتى أنهم يستخدمون اسمه لتخويف أطفالهم بالقول : "هنيبعل على الباب".
وهو ابن تسعة أعوام غمس والده يديه بالدم وجعله يقسم على كراهية روما. يعيش ويموت في كراهية الرومان ومحاربتهم.
وهو شخصية عسكرية معروفة في التاريخ حيث إنه اكتسح إسبانيا والشمال الإفريقي وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. وحاصر روما لمدة خمسة عشر عاما حتى كاد أن يسيطر عليها.
عسكري فذ أم قائد متهور ؟
ولد من والده حلمقار "Hamilcar" عام مئتين وسبعة وأربعين قبل الميلاد بمدينة قرطاج"Carthage".
وفي عمر السادسة والعشرين تولى قيادة جيوش الإمبراطورية القرطاجة وأخذ يوطد إمبراطوريته ويتسع بها ليشعل بذلك غضب روما التي طالبت قرطاج بتسليمه لكن الأخيرة رفضت، ما تسبب باندلاع الحرب البونيقية الثانية "Second Punic War" عام 218 قبل الميلاد.
رحلة الانتصارات :
تنفيذا لخطته لغزو روما قاد هانيبال هجوما قرطاجيا وقطع المسافات بجيش ضخم حتى وصل قلب إيطاليا حيث انتصر على الجيش الروماني بقيادة بابليوس كورنيليوس سكيبيو "Publius Cornelius Scipio" ليتابع هانيبال مسيرته فيهزم الرومان مرة أخرى في معركة على الضفة الغربية لنهر تريبا "Tripa River".
نشوة الانتصار حركت طموح لديه لاحتلال روما فأكمل طريقه إلى مدينة كناري "Canary" حيث تقابل مع ستة عشر فيلقا رومانيا قوامهم ثمانون ألف جندي، في معركة استخدم فيها خططا ما تزال تدرس في الأكاديميات العسكرية حتى اليوم، تسببت بهزيمة كبيرة للرومان وغرور أكبر في نفس هانيبال الذي استمر صراعه مع إيطاليا وحصاره لروما خمسة عشر عاما، ولم يتراجع حتى سمع بأن روما اتحدت مع نوميديا "Numidia" لحصار عاصمته، وأجبرتها على توقيع اتفاقية سلام أنهى بموجبها الحرب البونيقية الثانية التي تنازلت قرطاجة بموجبها عن جميع مناطق نفوذها الخارجية وللأبد.
لا حياة مع الهزيمة:
بعد معاهدة السلام التي قيدت القرطاجيين ألقى المواطنون اللوم على هانيبال واتهموه بالتهور والتسرع ففر هاربا إلى البلاط السوري حاملا حلمه في هزيمة الرومان فحرص حاكم سوريا أنطيوخوس الثالث "Antiochus III the Great" على قتالهم، لكنه هزم أمامهم أيضا وطالبوه بتسليم هانيبال ليهرب مرة أخرى ويتفق مع حلفاء جدد في إصرار منه على تحقيق حلمه وكرر ذلك مرة تلو أخرى حتى وجد نفسه أخيرا وحيدا بلا حلفاء.
فما كان منه إلا أن تجرع السم ليموت منتحرا عام 183 قبل الميلاد.
لكن شبحه بقي يطارد الرومان الذين اختار الموت على أن يقع في أيديهم.
فهل ترونه بطلا أسطوريا يستحق الخلود في صفحات التاريخ ؟
شاركوني تعليقاتكم وآراءكم ولا تنسوا أن تشاركوا هذا الموضوع مع أصدقائكم