"لن نقوم بإعدامه وسنترك للأجيال القادمة ذكر قائد عسكري لن
ينجب التاريخ مثله...". كانت هذه كلمات هتلر حين علم بخيانة قائده العسكري
رومل. فكيف كان الوحيد الذي خان هتلر ولم يتم إعدامه ؟ وما علاقة احتفاله بيوم ميلاد زوجته بخسارة
ألمانيا الحرب ؟
رجل لن تنساه رمال الصحراء إيرفين رومل Erwin Rommel الملقب بثعلب الصحراء
كان في الخامس والثلاثين من عمره حين عقد قرانه على حبيبته لوسي عام ألف وتسعمائة وستة عشر، كان حينها ضابطا في الجيش الألماني لكن فرحته لم تكتمل حيث تم إبلاغه أن عليه الالتحاق بالجبهة المشتعلة إبان الحرب العالمية الأولى، هناك ذاق مرارة الهزيمة على يد الإنجليز والفرنسيين وحلفائهم وهو أمر سيدفعه للعودة للانتقام لاحقا رفقة هتلر والنازية. ولاحقا سيكون الفضل له بتمهيد وصول هتلر لمنصبه وحكم ألمانيا وأوروبا.
كان في الخامس والثلاثين من عمره حين عقد قرانه على حبيبته لوسي عام ألف وتسعمائة وستة عشر، كان حينها ضابطا في الجيش الألماني لكن فرحته لم تكتمل حيث تم إبلاغه أن عليه الالتحاق بالجبهة المشتعلة إبان الحرب العالمية الأولى، هناك ذاق مرارة الهزيمة على يد الإنجليز والفرنسيين وحلفائهم وهو أمر سيدفعه للعودة للانتقام لاحقا رفقة هتلر والنازية. ولاحقا سيكون الفضل له بتمهيد وصول هتلر لمنصبه وحكم ألمانيا وأوروبا.
في حين كان يفر الجنود الألمان تحت وطأة
ضربات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، أصيب الشاب رومان ثلاث إصابات وأصر على
البقاء في ميدان المعركة حتى بعد إعلان ألمانيا الاستسلام.
عشقه لبلاده ورفضه
الاستسلام جعل هتلر يعمل على استقطابه ليكون عضوا في حزبه الجديد الذي سيؤسسه
للعمل على إعادة مجد ألمانيا والانتقام ممن هزموها وفرضوا عليها شروطا مذلة، تحول
رومل الجندي الفذ لحارس شخصي لهتلر وكان واحدا من ثمانية ضباط سمح لهم بالدخول
لمكتب هتلر وقصره دون تفتيش، وبحكم أن ندوب جراحه التي نالها في الحرب الأولى لم
تختفي، ظل يحلم ويخطط مع هتلر للانتقام وكان على رأس أول كتيبة دخلت بولندا بعد
إعلان الحرب العالمية الثانية، ليحقق انتصارا سهلا جعل هتلر يضعه على جبهة فرنسا
وبلجيكا، هناك كان الانتقام الأول لرومل من الفرنسيين وبرغم تحصينات الفرنسيين
تمكن رومل بقيادة الفوج الثاني من عبور الحدود بعد تمهيد الطريق عن طريق إحراقها
بمن فيها، وكان له ما أراد وتمكن من دخول العاصمة باريس عام ألف وتسعمائة وأربعين.
وبعد صعوبة الوصول لانتقامه الثاني من الإنجليز قرر مغادرة فرنسا لشمال أفريقيا
حيث القوات البريطانية، هناك سيلمع نجم رومل وهناك لن تخشى بريطانيا سواه وهناك
سيكون له ما أراد.
عام ألف وتسعمائة وواحد
وأربعين سيقود رومل قوات ألمانية وإيطالية ستنطلق من ليبيا تجاه مصر حيث الجيش
البريطاني الذي سيحوله رومل لبقايا جيش ويدفعه للهرب باتجاه المدن المصرية
الشمالية، ليحصل على لقب ثعالب الصحراء بعد أن تمكن من دحر الجيش الإنجليزي الذي
كان يبلغ تعداده في حينها ثلاثة أضعاف جيش رومل.وعندما بلغ النبأ لهتلر أعطاه لقب
مشير وحولته الدعاية النازية لبطل ألمانيا الجديدة وأصبحت انتصاراته نموذجا وفخرا
للألمان في تلك الأثناء تجمعت القوات الإنجليزية في منطقة العلمين وأرادت استدراج
رومل الذي علم بمكر الإنجليز ورفض الاستجابة لهم، لكن هتلر أصر عليه للتقدم
باتجاههم ما أجبر رومل على السير نحو الجيش الإنجليزي بلا غطاء جوي ولا إمدادات
عسكرية وبعدد أقل بكثير من قوات بريطانيا ليملى بهزيمته الأولى في العلمين دون أن
يتمكن الانجليز من إلقاء القبض عليه فأمره هتلر بالعودة لألمانيا وأرسله للجبهة
الشمالية في فرنسا، وأصبحت مهمته الجديدة منع إنزال قوات الحلفاء لجنودهم على
السواحل الفرنسية وتمكن رومل من أداء واجبه على أكمل وجه حتى جاء عيد ميلاد زوجته
الخمسين.
حينها قرر رومل ترك الجبهة واشترى
لزوجته هدية من باريس وعاد إليها دون علم هتلر ليحتفل معها، وأثناء احتفاله سمع
بخبر إنزال النورماندي الشهير الذي قام به الحلفاء وتمكنوا لأول مرة في الحرب من
اختراق الجبهة الألمانية والوصول للسواحل الفرنسية وهو ما يعتبر مقدمة لخسارة
ألمانيا الحرب. وحين علم هتلر بالأمر استدعى رومل واحتجزه عنده وكان ذلك في عام
ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين، واتهمه بالخيانة والضلوع في محاولة اغتياله التي
حدثت في بروسيا الشرقية صيف عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين.
ولكن نظرا لشعبية رومل وتاريخه العسكري
وما قدمه لخدمة ألمانيا، طلب منه هتلر الانتحار كي يبقى اسمه في ذاكرة الألمان
كقائد عسكري دافع عن بلاده ولم يخونها يوما ليعلن الجيش النازي نبأ وفاته في
أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين كقائد نازي كبير.
خدم هتلر وألمانيا حتى آخر يوم في
عمره، وليعلم الألمان حقيقة ما جرى بعد سقوط النازية ووفاة هتلر.