الاثنين، 18 مايو 2020

قصة اليمين واليسار وهل يعكسون فعلا الانقسام السياسي في عالمنا الحاضر

التصنيفات

من خلال مشاهداتكم التفاز خاصة الخطابات التي يلقيها رؤساء دول العالم كالرئيس ترامب في الكونجرس الأمريكي، لابد أنكم لاحظتم لاحظت أمرا غريبا هناك جهة من جهات القاعة جهة اليمين تقف تحية للرئيس تصفق بحماس وتهتف بفخر، أما الجهة الأخرى جهة اليسار فتبدو أقل حماسا أو ربما غير راضية. هذه الصورة تتكرر في معظم البرلمانات وهي تعكس الانقسام السياسي الأساسي في العالم.
 اليمين واليسار فكيف بدأ هذا الانقسام ؟
في عام 1789 عندما انطلقت الثورة الفرنسية وهي الثورة التي غيرت وجه السياسة في العالم حتى يومنا هذا، اجتمع السياسيون لمناقشة حجم السلطة التي سيتمتع بها الملك حينها، مع احتدام النقاش تجمع الموالون للملك وللسلطته الكاملة إلى اليمين، وتجمع الرافضون لسلطة الملك غير المحدودة إلى اليسار.
كتبت الصحف الفرنسية يومها عن هذه الحادثة وبدأ مصطلح اليمين واليسار وشيئا فشيئا أصبح اليمين سمة التقليديين المحافظين على تقاليد الحكم المعترف بها واليسار سمة التقدميين الذين يؤمنون أكثر بسلطة الشعب، هذا في السياسة أما في الاقتصاد فالأمر معكوس تماما.


اليمين مع :
 عدم تدخل الحكومة في الاقتصاد
السوق حر
الضرائب أقل
رأس المال هو الأقوى
ولكل إنسان فرصته للتقدم

واليسار مع :
الحكومة صاحبة الدور الأكبر في الاقتصاد.
الضرائب أكثر على الأثرياء.
مد الحكومة بالمال والقوة.
تعاد الأموال للناس عبر التعليم والصحة فتتحقق المساواة.

لكن لم تنتهي القصة هنا فمع مرور الوقت جنح بعض اليمينيين يمينا وبعض اليساريين يسارا وتعقدت الأمور، موسيليني هتلر وغيرهما انطلقوا من اليمين إلى أقصى اليمين وتشكلت الفاشية والنازية، صفحتان من الأكثر دموية في تاريخ أوروبا، ومن اليسار انطلق إلى أقصى اليسار الاتحاد السوفياتي وشكل حالة وصفت بأنها سلطوية ودموية.
لكن اليوم هل بقي مكانا لليمين واليسار ؟ ففي كل الأحوال أثبت التاريخ أن اليسار لم ينجح في الوفاء بوعد السعادة لكل فرد عبر المساواة ولم ينجح اليمين في الوفاء بوعد منح كل إنسان فرصته.

وفي عالمنا الحاضر بالتحديد ومع التغير المناخي والذكاء الاصطناعي،هناك من يعتقد بأن العالم الذي نعيش فيه لم يعد صالحا للأفكار الأيديولوجية.
شاركوني تعليقاتكم وآراءكم ولا تنسوا أن تشاركوا هذا الموضوع مع أصدقائكم