الاثنين، 18 مايو 2020

قصة أبو بكر بن عمر اللمتوني أمير جماعة المرابطين في المغرب العربي

التصنيفات

 قصة بطلا تاركا خلفه خمسة عشر بلدا في إفريقيا تدين بالإسلام، فإذا كنت تتجول في بلد إفريقي غير عربي وسمعت الأذان يرفع في تلك البلاد فاعلم أن المجاهد أبو بكر بن عمر مر من هنا.
رجل لم يراه أحد يسير على قدميه وأفنى عمره في الجهاد 
قصة أبو بكر بن عمر اللمتوني أمير جماعة المرابطين في المغرب العربي
 هو أبو بكر بن عمر أمير جماعة المرابطين في المغرب العربي. تسلم قيادة جماعة المرابطين بعد وفاة أخيه يحيى بن عمر وهو من قبيلة معروفة بين البربر في المغرب العربي، وكانت إحدى القبائل التي بايعت عبد الله بن ياسين لإنشاء دولة المرابطين.
وقاتلت معه القبائل التي عادت دولة الإسلام في الغرب، والتي تعاقب على قيادتها أمراء جمعوا بين الفروسية وكان أبو بكر ابن عمر أكثرهم حبا للإسلام وعشقا لنشره. ومنذ استشهاد أخيه شرع الأمير الجديد بإكمال الطريق لنشر الدعوة الإسلامية 

فكان قتاله للقبائل بورغواطة التي كانت تدين لمذهب إسلامي يصفه الفقهاء بالشاذ حيث تأسس على يد رجل يهودي ادعى أنه المهدي المنتظر. واستطاع الأمير أبو بكر إعادة الإسلام الصحيح لأبناء هذه القبيلة ثم تابع قتاله واستطاع الاستيلاء على سجلماسة وبلاد المصامدة وفتح بلاد أغمات و تادلة و تمسنا، كل هذا كان أثناء قتاله في حياة عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين الذي أصيب أثناء القتال مع قبيلة بورغواطة وأوصى جماعته بأن يتفق على قيادة واحدة وألا يتفرق شملهم. فأجمعوا جميعهم على أبو بكر ابن عمر الذي بات أمير دولة المرابطين والذي قرر مواصلة ما بدأه من سبقوه حتى قيل إنه لم ينزل عن ظهر الخيل، كناية عن استمرار المعارك التي كان يخوضها. ولم يعرف المرابطون فارسا بشجاعة أبو بكر، فقد كان حماسه للجهاد وبأسه ضد الأعداء دافعا لجنوده أثناء القتال وبالرغم من كونه الأمير إلا أنه لم يشاهد يوما إلا في قلب المعركة ومتقدما للصفوف الأمامية 

وبينما كان أبو بكر يواصل انتصاراته جاءه رسول بأخبار أزعجت من الجنوب حيث أغارت قبيلة جدالة على قبيلته لمثونة وغزت القبائل الوثنية مدن الجنوب. فما كان من الأمير إلا سحب نصف جيشه باتجاه الجنوب يتقدمهم. وترك أمر الدولة الناشئة لابن عمه يوسف بن تاشفين الذي يعرف أنه من شيد أسس دولة المرابطين وثبت حكمها وأقام لها المدن والحصون والمؤسسات. 

وأثناء انهماك بن تاشفين بتأسيس الدولة وبنائها، كان ابن عمه أبو بكر قد قضى على الفتنة بين القبائل المسلمة ودحر القبائل الوثنية وهناك وجد قبائل إفريقية ما زالت تعبد الأشجار والأحجار فقرر استكمال الحملة واستطاع إدخال هؤلاء بالإسلام واستتباب الأمر غرب إفريقيا لدولة المرابطين بعد أن توسعت حدودها وأصبحت تمتد من تونس حتى أقصى المغرب ثم قرر العودة لمركز الدولة وخرج له ابن عمه يوسف بن تاشفين ليلاقيه بمنتصف الطريق. وفي حين ظن الجميع أن أبو بكر عاد ليطالب بحكمه وإمارة الدولة تنازل فجأة عن الحكم لابن عمه وقرر العودة للجنوب لمواصلة الجهاد وفي أدغال إفريقيا أكمل أبو بكر ابن عمر ما بدأه سابقا حيث كان يغزو في السنة مرتين وفي إحدى معاركه كان له ما أراد حيث باغته سهم من العدو سقط على إثره شهيدا ورحل أبو بكر اللمتوني تاركا خلفه خمسة عشر بلدا في إفريقيا تدين بالإسلام، هي غينيا و بيساو وسيراليون وساحل العاج ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وغانا والطوغو والكاميرون وإفريقيا الوسطى والغابون 

استحقاق الأمير بذلك لقب ناشر الإسلام الثاني في إفريقيا، والمجاهد الذي لم يشاهد أحد يسير على قدميه كناية على مواصلته للجهاد في سبيل الله.

شاركوني تعليقاتكم وآراءكم ولا تنسوا أن تشاركوا هذا الموضوع مع أصدقائكم